الجهة الثانية
في أنّ العلو والاستعلاء معتبر في معنى الأمر أم لا؟
ولا بدّ قبل الورود في البحث من ذكر مقدّمتين :
إحداهما : أنّ الأمر لو كان بصورة المشترك اللفظي أو المعنوي بين المعنى المشتقّ والجامد فالبحث هاهنا في المعنى الاشتقاقي وأنّ المراد من الطلب الموضوع له هو الطلب المطلق أو الطلب من العالي ، ولعلّ كلمة «في الجملة» في العبارة ناظرة إلى هذا كما مرّ.
وأمّا إذا قلنا : إنّ المعنى الاشتقاقي هو مفهوم اسمي جامع بين الهيئات ـ يعني هيئة صيغة افعل ـ فالبحث يجيء؟؟؟ في أنّ المراد من المفهوم الاسمي المشترك بين الهيئات هو الهيئة المطلقة أو الهيئة الصادرة من العالي والمستعلي ، فعلى كلا التقديرين يجري هذا البحث.
والثانية : أنّ العلو عبارة عن عظمة الشخص عند العقلاء ؛ إذ العقلاء بما هم عقلاء قائلون بلزوم الإطاعة وعظمة الأشخاص المخصوصة في الاجتماع مثل الأب والمولى والحاكم وإن كان غاصبا ، ونرى أيضا تبعيّتهم في ذلك عن الشرع من الأمر باتّباع العلماء والعرفاء والفقهاء.
وأمّا الاستعلاء فعبارة عن الاتّكاء بالعلو ، ولكنّ المستعلي قد يكون واجدا