كما صرّح به ابن الأثير في تأريخه ، بأنّ «سرجون» الرومي كان كاتبه وصاحب أمره (١).
وفي مقتل الخوارزمي : أنّ يزيد نصب عبيد الله بن زياد أميرا على الكوفة بمشاورة «سرجون» الذي ينتهي إلى شهادة الحسين بن عليّ عليهماالسلام وقتل أهل بيته وأصحابه ، وأسر نسائه ويتاماه من بلد إلى بلد (٢) ، بل كان تشكيل السقيفة وغصب الخلافة من أمير المؤمنين عليهالسلام بمشاورة عقول وأفكار اليهود وأمرهم ، مثل كعب الأحبار اليهودي وأمثاله ، كما قرّره السيّد الشهيد «رضا پاك نژاد» في كتابه المسمّى باسم «مظلوم گم شده در سقيفه» ، فمن علل المهمّة في تفرّق المسلمين والاختلاف والتحزّب بينهم نفوذ أيادي اليهود والنصارى وعمّالهم واعتقاداتهم في بيت الخلافة ، وانقطاع الخلافة من معدن الوحي والرسالة ، يعني الأئمّة المعصومين عليهمالسلام ، ويؤيّده تشكيل المذهب الضال الوهّابي في زماننا هذا.
وأمّا الأشاعرة والمعتزلة فكانوا فريقين من المسلمين ، وسبب تشكيلهم أنّ الحسن البصري الذي كان من الاسراء ظاهرا ، لمّا كان من علماء زمانه ومن فضلاء المسلمين على الظاهر اجتمع حوله عدّة من الناس لاستماع نظريّاته في المسائل الاعتقاديّة ، ومن تلامذته واصل بن عطا ، وهو بعد البحث والنزاع مع استاذه في جلسة درسه خرج واعتزل مجلسه ، فهو وأتباعه بعد ذلك شكّل جلسة مستقلّة في مقابل استاذه سمّوا بالمعتزلة.
وكان أيضا من تلامذة الحسن البصري أبو الحسن الأشعري الذي كان من
__________________
(١) الكامل في التأريخ ٤ : ١١.
(٢) مقتل الخوارزمي : ١٩٨.