وسائل الارتباط والإمكانات ، فضلا عن زمان الأئمّة عليهمالسلام ، ولذا قال الصادق عليهالسلام : «عليك بهذا الجالس» ، مشيرا إلى زرارة ، في جواب من قال : عمّن آخذ معالم ديني (١)؟ ففي حال الانفتاح لا بدّ من العمل بالخبر الواحد واعتباره.
وأمّا بلحاظ حال الانسداد فيدور الأمر بين الأمرين ؛ ولا بدّ من الأخذ بأحدهما :
الأوّل : الاحتياط التامّ الجاري في جميع الأحكام بمقتضى حكم العقل بلحاظ العلم الإجمالي بثبوت التكاليف الفعليّة في الشريعة ، وهذا الطريق في نفسه طريق جيّد لا يستلزم الإلقاء في المفسدة وتفويت المصلحة ، ولكنّه مستلزم لتنفّر الناس وانزجارهم من الدّين ؛ إذ الاحتياط يوجب اشتغال أكثر الأوقات بإتيان التكاليف المحتملة ، وهذا ينتهي إلى خروج كثير من الناس من الدّين.
الثاني : العمل طبق الأمارات والطرق غير العلميّة التي تكون مطابقة للواقع غالبا ، وإن كانت في بعض الموارد مخالفة له ، ولا شكّ في ترجيح الإلقاء في المفسدة وتفويت المصلحة في الموارد النادرة على الخروج من الدّين رأسا ، ولعلّ العقل أيضا لا يحكم بالاحتياط في مثل هذا المورد ، فيكون محذور الاحتياط أقوى من محذور التعبّد بالمظنّة ، واختيار التعبّد بالمظنّة في حال الانسداد طريق صحيح ولا بدّ منه.
ثمّ إنّ الشيخ الأعظم الأنصاري قدسسره (٢) التزم بقبح التعبّد بالأمارات الظنّيّة
__________________
(١) الوسائل ٢٧ : ١٤٣ ، الباب ١١ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ١٩.
(٢) الرسائل : ٢٥.