بعنوان المقدّمة : إنّ العموم الأزماني المتحقّق عقيب العموم الأفرادي يكون من حيث المورد على نوعين : فإنّه قد يرتبط بنفس الحكم ، وقد يرتبط بمتعلّق الحكم ، فإذا قال المولى : «أكرم العلماء كلّ يوم» يتصوّر هذا القول من حيث مقام التصوّر على نوعين فقد يرتبط قوله : «كلّ يوم» بمفاد الهيئة ونفس الحكم المستفاد من الهيئة ، كأنّه قال في مقام التصريح يجب إكرام العلماء ، ويكون هذا الوجوب ثابتا في كلّ يوم ، وقد يرتبط بمتعلّق الحكم ، أي الإكرام كأنّه قال : إكرام العلماء في كلّ يوم واجب وإن لم تترتّب عليه ثمرة عمليّة في نفسه مع قطع النظر عن بحث التمسّك بالعامّ أو استصحاب حكم المخصّص.
فإن كان قيدا للمتعلّق ومربوطا بالإكرام يمكن للمولى تفهيم مقصوده بجملة واحدة مثل : «أكرم العلماء في كلّ يوم» ، وإن كان مربوطا بالحكم لا يمكن أن يكون دليل واحد متعرّضا له ومتكفّلا لبيانه ، فلا بدّ له من القول : «أكرم كلّ عالم» أوّلا ، وفي ضمن دليل منفصل آخر يقول : إنّ هذا الوجوب يكون في كلّ يوم أو مستمرّا» ، وأمثال ذلك :
والسّر في ذلك أنّ العموم الأزماني إن كان مربوطا بالحكم يصير الحكم موضوعا للعموم الأزماني ، ولا يمكن أن يكون دليل واحد مبيّنا للحكم ومتكفّلا لجعل الحكم موضوعا لحكم آخر حتّى يكون معنى قوله : «أكرم العلماء في كلّ يوم» أنّ وجوب الإكرام ثابت للعلماء ، وأنّ هذا الوجوب موضوع للاستمرار والدوام ، أو يستفاد ذلك من مقدّمات الحكمة.
ثمّ قال بعد بيان هذه المقدّمة : إنّ المولى إذا قال : «أكرم العلماء في كلّ يوم» ، ثمّ قال بعده : «لا تكرم زيدا يوم الجمعة» وشككنا في يوم السبت أنّه واجب الإكرام أم لا؟ يصحّ التمسّك بالعموم في فرض ارتباط العموم الأزماني