القول
فيما إذا كان التعارض بين أكثر من دليلين
إذا ورد عامّ وخاصّان بينهما تباين :
وأمّا إذا كان التعارض بين أزيد من دليلين ، بأن كان هنا عامّ ـ مثلا ـ وخاصّان كقوله : «أكرم العلماء» و«لا تكرم النحويّين منهم» ، و«لا تكرم الصرفيّين منهم» ؛ فإنّ النسبة بين كلّ من الأخيرين مع الأوّل هو العموم والخصوص مطلقا ، والكلام فيه يقع في مقامين :
أحدهما : أنّه يتحقّق في ملاحظة العامّ مع كلّ من المخصّصين أربع احتمالات :
الأول : أنّه يلاحظ مع كلّ منهما قبل تخصيصه بالآخر بحيث يكون الخاصّان في عرض واحد.
الثاني : أنّه يخصّص بواحد منهما ثمّ تلاحظ النسبة بعد التخصيص بينه وبين الخاصّ الآخر ، وربّما تنقلب النسبة من العموم المطلق إلى العموم من وجه كما في المثال ؛ فإنّ قوله : «أكرم العلماء» بعد تخصيصه بقوله «لا تكرم الصرفيّين منهم» ، يرجع إلى وجوب إكرام العالم الغير الصرفيّ ، ومن المعلوم أنّ النسبة بين العالم الغير الصرفي وبين العالم النحوي عموم من وجه ؛ فإنّ مورد الاجتماع هو العالم النحوي الغير الصرفي مثل الطبيب النحوي ، ومادة افتراق العالم النحوي