ضرّه وضارّه بمعنى واحد».
يحتمل أن يكون المراد عدم الفرق بينهما في استعمال كلّ واحد منها مكان الآخر ، وليس لكلمة «ضارّة» معنى المفاعلة ، ويحتمل أن يكون المراد عدم الفرق بينهما بالنسبة إلى عدم النفع ، وهذا لا ينافي أن يكون لأحدهما العنوان الثلاثي المجرّد وللآخر عنوان المفاعلة والأقوى والأقرب هو الاحتمال الأوّل.
ثمّ قال : «والاسم الضرر» ما يتحقّق من المصدر ـ أي الضرّ مصدر ، والضرر اسم المصدر ـ ثمّ قال ـ : «والضرار : المضارّة» ، والمعنى : أنّ الضرار عبارة عن المضارّة التي قلنا ، وقد ضرّه وضارّه بمعنى واحد ، فلا يستفاد من هذه العبارة تحقّق المغايرة بينهما حتّى المغايرة بعنوان باب المفاعلة ، كما هو واضح.
وقال صاحب القاموس : «الضرر : ضدّ النفع ، ضارّه يضارّه ضرارا ، والضرر : سوء الحال ، الضرار : الضيق» (١).
والمستفاد منه إجمالا أنّ المغايرة بينهما لا تكون مغايرة باب المفاعلة ، بل هو النوع الآخر من المغايرة ، فإنّ سوء الحال يستعمل نوعا ما في موارد الخسران والضرر المالي والجسمي ، والضيق يستعمل في موارد الخسران العرضي والروحي والمعنوي.
وقال في المصباح المنير : «ضرّه يضرّه إذا فعل به مكروها وأضرّ به ، يتعدّى بنفسه ثلاثيّا ، والباء رباعيّا» ـ أي إذا كان ثلاثيّا يتعدّى بنفسه ، ويقول : ضرّه ويضرّه مثل قتله يقتله ، وإذا كان رباعيّا يقول : أضرّ بالرجل ، لا أضرّ الرجل ، فيتعدّى بالباء ـ ثمّ قال : «والاسم الضرر ، وقد يطلق على نقص في الأعيان ، وضارّه
__________________
(١) القاموس المحيط ٢ : ٧٥.