يضارّه مضارّة وضرارا ، يعنى ضرّ». والمستفاد منه أنّه لا فرق بينهما أصلا (١).
وقال ابن الأثير في النهاية : «في الحديث : «لا ضرر ولا ضرار في الإسلام» الضرر : ضدّ النفع ، ضرّه يضرّه ضرّا وضرارا ، وأضرّ به يضرّه إضرارا ، فمعنى قوله «لا ضرر» : لا يضرّ الرجل أخا ، فينقصه شيئا من حقّه ، والضرار فعال من الضرّ ، أي لا يجازيه على إضراره بإدخال الضرر عليه ، والضرر فعل الواحد ، والضرار فعل الاثنين ، والضرر ابتداء الفعل ، والضرار الجزاء عليه ، وقيل : الضرر ما تضرّ به صاحبك وتنفع أنت به ، والضرار أن تضرّه بغير أن تنفع ، وقيل : هما بمعنى واحد والتكرار للتأكيد» (٢). هذا ما لاحظناه في كتب اللغة ومن الاختلاف فيها.
ولكنّ المستفاد من موارد استعمال كلمة «الضرار» في القرآن هو ما ذكره في القاموس من استعمال الضرر في الخسران الجسمي والمالي ، والضرار في الخسران الاعتقادي والروحي ، كما في مثل قوله تعالى : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً ...)(٣) ، فإنّ الغرض من تأسيس المسجد المذكور إيجاد الضعف في عقائد المسلمين والتشكيك في إيمانهم والتفرقة بينهم ، ولا يتصوّر هنا الإضرار بين الاثنين والمفاعلة.
وكما في مثل قوله تعالى : (وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً)(٤) ، والظاهر أنّه في قبال قوله تعالى : (الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ ...)(٥).
__________________
(١) مصباح المنير ٥ : ٣٢٨.
(٢) النهاية في غريب الأثر ٣ : ١٧٢.
(٣) التوبة : ١٠٧.
(٤) البقرة : ٢٣١.
(٥) البقرة : ٢٢٩.