تعريف الشيخ الأنصاري للاستصحاب
قال الشيخ الأنصاري رحمهالله : «وعند الاصوليّين عرّف بتعاريف أسدّها وأخصرها : إبقاء ما كان» (١).
يحتمل أن يكون المراد من الإبقاء في التعريف هو الإبقاء بحكم الشارع ، ويحتمل أن يكون المراد منه إبقاء المكلّف وجريه على طبق الحالة السابقة في مقام العمل.
وعلى أيّ تقدير أنّ هذا التعريف يناسب الاستصحاب إذا كان أصلا من الاصول العمليّة ظاهرا ، ولا يناسب أماريّته وكاشفيّته أصلا ؛ إذ لا طريقيّة لإبقاء ما كان إلى الواقع ، سواء كان بحكم الشارع أو عمل المكلّف على طبق الحالة السابقة ، كما أنّ الطريقيّة في خبر الواحد ـ مثلا ـ لا ترتبط بعمل المكلّف على طبق خبر العادل ولا بحكم الشارع بتصديقه ، بل ترتبط بنفس خبر محمّد بن مسلم ـ مثلا ـ حيث إنّه رجل عادل يكون خبره طريقا إلى الواقع وكاشفا عنه.
فعلى القول بأماريّته لا بدّ من تعريفه بأنّه : عبارة عن اليقين السابق الملحوق بالشكّ ؛ فإنّ اليقين بهذا الوصف يفيد الظنّ بالبقاء وكاشف عن الواقع ، بمعنى
__________________
(١) فرائد الاصول ٣ : ٩.