تعليق على جملة
(وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا)
وهذه الجملة في الآية [١١٣] وهي تقرر أن القرآن أنزل عربيا لا تعني طبعا أنه غير موجه إلى غير العرب. وإنما ذلك لأن العرب هم المخاطبون الأولون به. ولأن النبي صلىاللهعليهوسلم منهم. ولأنهم هم الذين حملوا عبء نشر رسالته بين العالمين. وعموم الرسالة المحمدية والقرآنية قد تقررت في آيات عديدة مكية ومدنية مرّت أمثلة منها بحيث يكون ذلك قضية محكمة خارجة عن نطاق الجدل والمراء. ولقد نشر العرب الرسالة الإسلامية بين غيرهم من الأمم الذين لم يعرفوا اللغة العربية. ولا ريب في أن العرب ترجموا لهم القرآن وأحاديث النبي ومبادئ الرسالة ترجمة جعلتهم يقبلون على اعتناق الدين الإسلامي ويتعلقون به ويتعلمون اللغة العربية ليقرأوا القرآن بلغته المنزلة.
(فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (١١٤)) [١١٤]
(١) يقضى إليك وحيه : أوجه الأقوال أن الجملة بمعنى حتى يتم وينتهي وحيه إليك. وهذا المعنى في آية البقرة (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ) [٢٠٠] بمعنى إذا انتهيتم منها.
تعليق على الآية (فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ
وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ
وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)
الخطاب في الآية موجه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم على ما هو المتبادر والمتفق عليه. وقد تضمن تقرير العلوّ لله عزوجل وتوكيد كونه صاحب الملك الحقيقي المطلق ثم