وَالْغاوُونَ (٩٤) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (٩٥) قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ (٩٦) تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٩٧) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (٩٨) وَما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (٩٩) فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (١٠٠) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١) فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٢) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٠٣) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٠٤)) [٦٩ الى ١٠٤]
(١) عاكفين : مقيمين على عبادتهم.
(٢) حكما : فهما وحكمة.
(٣) ينتصرون : يدفعون عن أنفسهم أو ينقذون أنفسهم.
(٤) كبكبوا : من الكب بمعنى ألقوا وقذفوا.
(٥) يختصمون : يتجادلون.
(٦) إذ نسويكم : إذ نجعلكم سواء أو مساوين.
(٧) صديق حميم : صديق شديد الصداقة.
تعليق على قصة إبراهيم وأبيه وقومه في السورة
هذه حلقة ثانية من السلسلة احتوت حكاية ما كان بين إبراهيم عليهالسلام وأبيه وقومه ومصيرهم في الآخرة ، وعبارتها واضحة. وبعض ما جاء فيها جاء في سورة مريم التي سبق تفسيرها مع بعض زيادة ونقص في الفحوى والأسلوب اقتضتهما حكمة التنزيل التي اقتضت تكرار إيراد القصة لمناسبة جديدة. وقد علقنا على القصة وأوردنا بعض البيانات التي رواها المفسرون عن علماء الأخبار واستدللنا بها على أن قصص إبراهيم المماثلة التي لم ترد في سفر التكوين كانت متداولة في عصر النبي وبيئته. ولم يورد المفسرون في سياق هذه الحلقة بيانات جديدة يحسن إيرادها أو إيجازها.
وفي القصة شيء جديد وهو أن المحاورة لم تقتصر هنا على إبراهيم عليهالسلام وأبيه بل اشترك فيها قوم إبراهيم مع بيان كونهم كانوا يعبدون الأصنام. وقد