بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (١٣٠) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٣١) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ (١٣٢) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ (١٣٣) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٣٤) إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣٥) قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ (١٣٦) إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (١٣٧) وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (١٣٨) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٤٠)) [١٢٣ الى ١٤٠]
(١) ريع : المكان المرتفع أو الطريق.
(٢) آية : هذه الكلمة بمعنى بناء ولعلها بمعنى حصن أو قلعة أو برج.
(٣) تعبثون : تلهون بما لا يجدي.
(٤) مصانع : قيل إنها بمعنى القصور وقيل إنها بمعنى صهاريج الماء والثاني هو الأرجح لاشتهار اليمن ـ بلاد عاد وهود ـ بسدود الماء الصغيرة والكبيرة. والكلمة تستعمل إلى اليوم في بلاد الشام وغيرها بمعنى بئر الماء أو حوض الماء.
(٥) إن هذا إلّا خلق الأولين : أوّلها بعضهم بمعنى إن ما نحن فيه هو دين الأولين وتقاليدهم. وأوّلها بعضهم بمعنى أن ما تقوله هو ما قاله أناس قبلك أو هو أساطير الأولين.
تعليق على قصة هود
وهذه حلقة رابعة من السلسلة احتوت قصة رسالة هود عليهالسلام إلى قومه عاد. وقد ذكرت هذه القصة في سور سابقة وعلقنا عليها بما يغني عن التكرار. وجاءت هنا مع بعض الاختلاف الأسلوبي الذي اقتضته حكمة التنزيل. والجديد هنا تذكير هود عليهالسلام قومه بما يسّره الله لهم من أسباب الثروة والرفاه ، وبما كانوا ينشئونه بسبيل ذلك من سدود ومنشات ، وقوله لهم إني لا أسألكم عليه أجرا ، وقول قومه له إنّ ما تقوله وتنذر به شيء مسبوق به ولن نؤمن به ، فاستحقوا بذلك عذاب الله. والعبرة في هذا ما كان بين أقوال هود وقومه وأقوال النبي صلىاللهعليهوسلم