قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٨٥) وَما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (١٨٦) فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٨٧) قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (١٨٨) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٨٩) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٩٠) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٩١)) [١٧٦ الى ١٩١]
(١) أصحاب الأيكة : أصحاب الحرجة.
(٢) المخسرين : المنقصين.
(٣) القسطاس : الميزان.
(٤) المستقيم : المضبوط السليم.
(٥) كسفا : قطعا.
(٦) عذاب يوم الظلة : قال المفسرون إن الحرّ اشتد عليهم فرأوا سحابا فتسارعوا إليه فصار عليهم كالظلة فلما اجتمعوا تحته التهب بالنار فأحرقتهم (١).
تعليق على قصة شعيب
وهذه حلقة سابعة من السلسلة. وقد احتوت قصة رسالة شعيب عليهالسلام إلى أصحاب الأيكة. وقد ذكرت قصة شعيب مع قومه في سور سابقة. وجاءت هنا بشيء من الاختلاف اقتضته حكمة التنزيل. ولقد ورد في سورة الأعراف اسم مدين كوصف لقوم شعيب عليهالسلام بينما ورد هنا اسم أصحاب الأيكة. وقد قال بعض المفسرين (٢) إن أصحاب الأيكة هم قوم آخرون غير مدين ، واستدلوا على ذلك بعدم وصف شعيب عليهالسلام بوصف أخيهم هنا كما وصف نوح وهود وصالح لوط عليهمالسلام ثم بوصف شعيب عليهالسلام بأخيهم في سورة الأعراف بالنسبة لقوم مدين.
__________________
(١) ذكر ذلك جملة من المفسرين منهم ابن كثير الذي عزى التأويل أو التفصيل لابن عباس رضي الله عنه ، انظر أيضا تفسير الكشاف وتفسير الخازن.
(٢) انظر تفسير البغوي.