سورة القصص
في السورة تفصيل عن نشأة موسى عليهالسلام ورسالته إلى فرعون ، تخلّله مواعظ وعبر ، وفيها إشارة إلى قارون بسبيل ضرب المثل ، وفيها صور عن مواقف الكفار والكتابيين من الدعوة وتنديد بالأولين وتحدّ لهم وتنويه بالآخرين الذين أعلنوا إيمانهم بالنبي صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، وفيها صور عن حجاج الكفار ومخاوفهم من عواقب الدعوة ؛ وتسلية للنبي صلىاللهعليهوسلم وتثبيت وتطمين وخطة حازمة له إزاء الكفار والمشركين ؛ ومبادئ عامة في واجبات الإنسان والإهابة به إلى عدم الاستغراق في الدنيا ؛ ومواعظ وتلقينات اجتماعية وأخلاقية.
وفصول السورة مترابطة بحيث يسوّغ القول إنها نزلت متلاحقة حتى تمّت.
وقد ذكر المصحف الذي اعتمدناه أن الآيات [٥٢ ـ ٥٥] مدنية ، وأن الآية [٨٥] نزلت في طريق هجرة النبي صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة. ومضامين الآيات وانسجامها مع سياقها يسوّغ الشك في صحة الروايات.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(طسم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٤) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (٥) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (٦) وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ