هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٧٠)) [٦٨ الى ٧٠]
(١) الخيرة : بمعنى الاختيار. وتكون بمعنى المختار من الأشخاص والأشياء.
في الآيات تقريرات ربانية وجّه الخطاب فيها للنبي صلىاللهعليهوسلم من قبيل الالتفات الانتقالي ، والضمير في «لهم» عائد إلى الكفار الذين هم موضوع الكلام السابق. وهي والحالة هذه معطوفة على ما قبلها واستمرار للسياق. فالله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء ويختار ما يشاء وليس للكفار أن يختاروا ويطلبوا ما يرغبون. وهو يعلم ما تخفي صدورهم وما يعلنون. وهو الذي لا إله إلّا هو المستحق للحمد في كل وقت وله الحكم في كل شيء وإليه يرجع الناس جميعا.
تعليق على جملة
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ)
وقد قال بعض المفسرين (١) إن الآية الأولى بسبيل تقرير حصر الخلق والاختيار لله بصورة مطلقة ونفي قدرة الاختيار عن غيره.
وقال بعضهم (٢) إنها بسبيل تقرير أن الله تعالى يختار لعباده ما هو الأصلح ويختار لرسالته من هو الأصلح ، وإنه ليس للكفار أن يرغبوا ويختاروا شيئا أو شخصا فيفعل الله ما يرغبون فيه ويختارونه ، وإن في الآية ردّا على الكفار الذين كانوا يعترضون على اختيار محمد صلىاللهعليهوسلم ويقولون إنه كان الأولى أن يختار واحدا من العظماء وينزل عليه القرآن ؛ وهو ما حكته عنهم آية سورة الزخرف هذه (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (٣١).
__________________
(١) انظر تفسير الآيات في تفسير ابن كثير.
(٢) انظر تفسير البغوي والزمخشري.