(٢) اعتراك بعض آلهتنا بسوء : يريدون بذلك أن يقولوا إن بعض معبوداتنا أصابوك بسوء فغدوت تهذي كالمجنون بدعوتك ومواعظك.
(٣) ما من دابة إلّا هو آخذ بناصيتها : ما من دابة إلّا هو أي الله مالك لأمرها ومحيط بحركاتها وسكناتها.
(٤) تولوا : تتولوا.
تعليق على قصة هود عليهالسلام
وهذه حلقة ثانية من السلسلة فيها قصة هود عليهالسلام مع قومه ، وآياتها واضحة. وقد وردت القصة في سور عديدة منها ما مرّ تفسيره وعلقنا عليها بما يغني عن التكرار ، وفي الحلقة حوار بين هود عليهالسلام وقومه غير ما ورد في السور الأخرى مما اقتضته حكمة التنزيل وفيه مماثلة لما حكته آيات عديدة ومرت أمثلة منها من أقوال ومواقف المشركين من النبي صلىاللهعليهوسلم حيث يبدو في ذلك أيضا عبرة واضحة بإعلان وحدة طبيعة ذوي النوايا الخبيثة والسرائر الفاسدة ووحدة مواقفهم من الدعوة إلى الهدى والحق التي يدعو إليها رسل الله تعالى. وفي هذا تطمين للنبي صلىاللهعليهوسلم والمؤمنين من جهة وتبكيت وتقريع وإنذار للكفار من جهة أخرى.
ومن الحوار الذي فيه عبرة أيضا قول هود عليهالسلام لقومه إنكم إن تتولوا فلن تضروا الله شيئا وإن الله قادر على إهلاككم واستخلاف غيركم في الأرض محلكم حيث ينطوي في هذا إنذار للمشركين الذين كانوا يناوئون النبي صلىاللهعليهوسلم.
ومن مواضع العبرة في الآيات إيذان الله بتنجية هود والذين آمنوا معه من العذاب الذي وقع على الكافرين من قومه حيث ينطوي في هذا بشرى وتطمين للنبي والذين آمنوا.