٦٠٦ ـ وفى رواية أخرى لحنبل قال : الساحر والكاهن حكمهما القتل لأنهما يلبسان أمرهم أو الحبس حتى يتوبا وحديث عمر رضى الله عنه «اقتلوا كل ساحر وكاهن (١) ، وليس هو من أمر الإسلام (٢) (٣).
التعليق.
قال أبو السعادات : الكاهن الّذي يتعاطى الخبر عن الكائنات فى مستقبل الزمان ويدعى معرفة الأسرار. وقد كان فى العرب كهنة كشق وسطيح وغيرهما. فمنهم من كان يزعم أن له تابعا من الجن ورئيا يلقى إليه الأخبار ومنهم من كان يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله وهذا يخصونه باسم العراف ، كالذى يدعى معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوها (٤). اه
قلت : فكل من ادعى أمرا من أمور الغيب فهو يندرج ضمن هذه المسميات. لذا قال ابن تيمية : العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ، ممن يتكلمون فى معرفة الأمور بهذه الطرق (٥). اه
وهذا ما تفيده الروايات عن أحمد.
وقد جاءت الأحاديث متضمنة الوعيد الشديد لهؤلاء ولمن أخذ عنهم وفى بعض هذه الأحاديث التصريح بكفرهم.
من ذلك ما رواه البزار عن عمران بن حصين مرفوعا «ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له. ومن أتى كاهنا فصدقه
__________________
(١) روى عبد الرزاق فى المصنف ١٠ / ١٧٩ والبيهقى فى السنن الكبرى ٨ / ١٣٦ أن عمر كتب إلى عامله جزء بن معاوية : أن اقتلوا كل ساحر وساحرة.
(٢) يقصد السحر والكهانة.
(٣) انظر هذه الروايات فى أحكام أهل الملل ص ٢٠٨ ـ ٢٠٩.
(٤) النهاية : ٤ / ٢١٤.
(٥) انظر : تيسير العزيز الحميد ص : ٤١١.