كلام ابن حجر. وأما من استحق الثناء فلتركه الاسترقاء ـ أى الطلب من غيره أن يرقيه ـ فاستحقاقه للثناء ليس لتركه ما هو جائز من الرقى وإنما لعدم التفاته إلى غير الله اعتمادا وتوكلا على الله وهذا التوكل والاعتماد على الله هو ما أورثه دخول الجنة بغير حساب ، كما فى قوله صلىاللهعليهوسلم فى الحديث الّذي فيه : عرضت على الأمم ... ثم قيل لى انظر إلى هذا الجانب الآخر فإذا سواد عظيم فقيل : هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ... فقال : «هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون» (١).
والإمام أحمد كما تقدم عنه وافق السلف فى جواز الرقية بالشروط المذكورة. أما إذا كانت الرقية بخزعبلات أو كلمات يزعم أنه يخاطب بها الجن كما هو الحاصل فى كثير من الأحيان فهذه محرمة قطعا وقد تكون شركا بل هى شرك كما فى قوله صلىاللهعليهوسلم : «إن الرقى والتمائم والتولة شرك».
فائدة : جاء فى رواية أبى داود قلت لأحمد : الرقية من العين؟ قال : لا بأس بها. اه.
يقول ابن حجر : والعين : نظر باستحسان مشوب بحسد يحصل للمنظور منه ضرر (٢) اه
وروى البخارى (٣) ومسلم (٤) من حديث أبى هريرة يرفعه «العين حق».
وعند مسلم (٥) من حديث ابن عباس يرفعه : «العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا».
__________________
(١) أخرجه البخارى ١٠ / ١٥٥ ومسلم ١ / ١٩٩ وأحمد ١ / ٢٧١ من حديث ابن عباس.
(٢) فتح البارى ١٠ / ٢٠٠.
(٣) فى الصحيح ١٠ / ٢٠٣.
(٤) فى الصحيح ٤ / ١٧١٩.
(٥) فى الصحيح ٤ / ١٧١٩.