قال النووى : ومعناه أن الأشياء كلها بقدر الله تعالى ولا تقع إلا على حسب ما قدرها الله تعالى وسبق بها علمه فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى وفيه صحة أمر العين وأنها قوية الضرر (١). اه
وللبخارى (٢) ومسلم (٣) عن عائشة أنها قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأمرنى أن أسترقي من العين.
وروى مالك (٤) أن عامر بن ربيعة رأى سهل بن حنيف يغتسل ، فقال : والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة عذراء. قال : فلبط سهل فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عامرا ، فتغيظ عليه وقال : علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا بركت ، اغتسل له ، فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخله : إزاره فى قدح ، ثم صب عليه ، فراح مع الناس.
وفى رواية أخرى للحديث : «أن العين حق ، توضأ له» فتوضأ له.
وفى البخارى (٥) ومسلم (٦) عن أم سلمة أن النبي صلىاللهعليهوسلم رأى فى بيتها جارية فى وجهها سفعة فقال : «استرقوا لها فإن بها النظرة».
قال المازرى : أخذ جماهير العلماء بظاهر هذه الأحاديث وقالوا : العين حق وأنكره طوائف من المبتدعة ، والدليل على فساد قولهم أن كل معنى ليس مخالفا فى نفسه ولا يؤدى إلى قلب حقيقة ولا إفساد دليل فإنه من مجوزات العقول إذا أخبر الشرع بوقوعه وجب اعتقاده ولا يجوز تكذيبه وهل من فرق بين تكذيبهم بهذا وتكذيبهم مما يخبر به من أمور الآخرة (٧) اه
__________________
(١) مسلم بشرح النووى ١٤ / ١٧٤.
(٢) فى الصحيح ١٠ / ١٩٩.
(٣) فى الصحيح ٤ / ١٧٢٥.
(٤) فى الموطأ (بشرح الزرقانى ٤ / ٣١٩).
(٥) فى الصحيح ١٠ / ١٩٩.
(٦) فى الصحيح ٤ / ١٧٢٥.
(٧) مسلم بشرح النووى ١٤ / ١٧١.