محمد بن اسماعيل : كان سليمان بن حرب ينكر هذا ويقول : هذا الحرف ليس من قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكأنه قول ابن مسعود رضى الله عنه (١).
قال ابن القيم : وهو الصواب فإن الطيرة نوع من الشرك ، كما هو فى أثر مرفوع : من ردته الطيرة فقد قارن الشرك ، وفى أثر آخر : «من أرجعته الطيرة عن حاجته فقد أشرك» قالوا : وما كفارة ذلك؟ قال : «أن يقول أحدكم اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك» (٢).
وفى صحيح مسلم (٣) من حديث معاوية بن الحكم السلمى أنه قال لرسول اللهصلىاللهعليهوسلم : ومنا أناس يتطيرون فقال : «ذاك شيء يجده أحدكم فى نفسه فلا يصدنكم». فأخبر أن تأذيه وتشاؤمه بالتطير إنما هو فى نفسه وعقيدته لا فى المتطير به فوهمه وخوفه وإشراكه هو الّذي يطيره ويصده ، لا ما رآه وسمعه ، فأوضح صلىاللهعليهوسلم لأمته الأمر وبين لهم فساد الطيرة ليعلموا أن الله سبحانه لم يجعل لهم عليها علامة ولا فيها دلالة ، ولا نصبها سببا لما يخافونه ويحذرونه لتطمئن قلوبهم وتسكن نفوسهم إلى وحدانيته تعالى التى أرسل بها رسله وأنزل بها كتبه ، وخلق لأجلها السموات والأرض وعمر الدارين الجنة والنار ، فبسبب التوحيد ومن أجله جعل الجنة دارا للتوحيد وموجباته وحقوقه والنار دار الشرك ولوازمه وموجباته فقطع صلىاللهعليهوسلم علق الشرك من قلوبهم ، لئلا يبقى فيها علقة منها ولا يلتبسوا بعمل من أعمال أهل النار البتة (٤) اه
هذا بالنسبة للطيرة أما الفأل فليس هو منها فى شيء وقد كان صلىاللهعليهوسلم يحب الفأل.
__________________
(١) معالم السنن مع سنن أبى داود ٤ / ٢٣٠.
(٢) أخرجه أحمد ٢ / ٢٢٠ من حديث ابن عمر رضى الله عنهما.
(٣) مسلم ٤ / ١٧٤٨ ـ ١٧٤٩.
(٤) مفتاح دار السعادة ص : ٥٨١.