قال : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) قال : نزلت فى عذاب القبر. فيقال له من ربك؟ فيقول : ربى الله ونبى محمد صلىاللهعليهوسلم فذلك قوله عزوجل : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ).
وروى مسلم (١) عن زيد بن ثابت قال : بينما النبي صلىاللهعليهوسلم فى حائط لبنى النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال : «من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟» فقال رجل : أنا. قال : «فمتى مات هؤلاء» قال : ماتوا فى الإشراك. فقال : «إن هذه الأمة تبتلى فى قبورها فلو لا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الّذي أسمع منه». ثم أقبل علينا بوجهه فقال : «تعوذوا بالله من عذاب النار» قالوا : نعوذ بالله من عذاب النار. فقال : «تعوذوا بالله من عذاب القبر» ... الحديث.
وروى البخارى (٢) عن ابن عباس قال : مر النبي صلىاللهعليهوسلم على قبرين فقال : «إنهما ليعذبان وما يعذبان فى كبير ثم قال : بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله» ... الحديث.
وروى البخارى (٣) ومسلم (٤) عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشى إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة».
والأحاديث كما أسلفت كثيرة وفى بعضها تفصيل لهذا الحدث الّذي سيواجه كل مسلم (٥). فليراجع ذلك فى مظانه فى كتب الحديث والعقائد.
__________________
(١) فى الصحيح ٤ / ٢٢٩٩ ـ ٢٢٠٠.
(٢) فى الصحيح ٣ / ٢٤٢.
(٣) فى الصحيح ٣ / ٢٤٣.
(٤) فى الصحيح ٤ / ٢١٩٩.
(٥) كافر أيضا كما سيأتى بيانه.