مسلم (١) عن أبى مالك الأشعرى قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان» اه. وقال عليه الصلاة والسلام : «ما من شيء أثقل فى الميزان من حسن الخلق» (٢) وليس فى قلب العرض إلى جسم إحالة عقلية ، فقدرة الله عزوجل أعظم من كل شيء والسنن الكونية المشاهدة فى الحياة الدنيا لا يصح أن نجعلها مقياسا فى كل شيء وقد ورد فى عدة أحاديث ما يدل على قلب الأعراض إلى أجسام منها : ما تقدم : أن القرآن يأتى يوم القيامة فى صورة شاب شاحب اللون (٣).
والحديث الآخر : تأتى البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان (٤).
والمراد : الثواب ، كما سبق بيانه.
قال شارح الطحاوية بعد ذكره لهذه الأقوال الثلاثة : «فثبت وزن الأعمال والعامل وصحائف الأعمال وثبت أن الميزان له كفتان. والله أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات» (٥).
ويقول ابن كثير : وقد يمكن الجمع بين هذه الآثار بأن يكون ذلك كله صحيحا ـ يقصد الأقوال الثلاثة المتقدمة ـ فتارة توزن الأعمال ، وتارة توزن محالها ، وتارة يوزن فاعلها ، والله أعلم (٦). اه
واختلف هل توزن أعمال الكفار أم لا. وهذا الخلاف مبنى على ما قيل فى مخاطبة الكفار بفروع الشريعة.
والراجح : أن حسنات الكفار إن وزنت فإنما توزن قطعا للحجة فالكافر
__________________
(١) فى الصحيح ١ / ٢٠٣.
(٢) رواه الترمذي ٤ / ٣٦٢ وأبو داود ٥ / ١٥٠ من حديث أبى الدرداء قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
(٣) انظر : الحديث وتخرجه ج : ١ / ٢٢٠.
(٤) انظر : الحديث وتخريجه ج : ١ / ٢٢١.
(٥) شرح العقيدة الطحاوية ص : ٤٧٥ ، وانظر : فتح البارى ١٣ / ٥٣٩.
(٦) تفسير ابن كثير ٢ / ٢١٨.