يشفع فى الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعا».
ومنها : شفاعته صلىاللهعليهوسلم لبعض العصاة من أمته قد استوجبوا النار أن لا يدخلوها.
ومنها : شفاعته صلىاللهعليهوسلم للعصاة من أهل التوحيد الذين دخلوا النار بذنوبهم.
أما شفاعة المؤمنين لبعضهم فقد دلت عليها عدة أحاديث.
هذه بعض أنواع الشفاعة المثبتة.
وأما الشفاعة المنفية الباطلة فهى التى تطلب من غير الله عزوجل أو بغير إذنه أو لأهل الشرك ، قال تعالى : (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) (١) وقال تبارك وتعالى : (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) (٢) وقد أنكر الخوارج والمعتزلة شفاعة النبي صلىاللهعليهوسلم لأهل الكبائر بناء على أصلهم الفاسد فى تخليد أهل الكبائر من أهل التوحيد فى النار ، وحصروا معنى الشفاعة فى زيادة الأجر والثواب لمن أطاع الله عزوجل ، واحتجوا بما تقدم من الآيات ونحوها النافية للشفاعة ، وهذه الآيات ـ كما ذكر أهل العلم ـ فى حق الكافرين دون المؤمنين بدليل قوله تعالى : (وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) (٣). وبقوله عزوجل (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) (٤) (٥).
__________________
(١) سورة غافر / ١٨.
(٢) سورة المدثر / ٤٨.
(٣) سورة سبأ / ٢٣.
(٤) سورة الأنبياء / ٢٨.
(٥) راجع لما تقدم : شرح العقيدة الطحاوية ص : ٢٥٢ ـ ٢٦٥ ، وتفسير القرطبى ١ / ٣٥٨ ، وتيسير العزيز الحميد ص : ٢٧٣ ـ ٢٩٩.