التعليق :
الأدلة من الكتاب والسنة على أن الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان كثيرة جدا ففى القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على خلقهما وما أعد الله عزوجل فيهما للفريقين من نعيم مقيم لأهل الجنة ومن عذاب وشقاء لأهل النار.
وإلى هذه الآيات والأحاديث ذهب أهل السنة.
وخالف المعتزلة ومن تبعهم صريح القرآن الكريم والسنة الصحيحة وقالوا : بل ينشئهما الله يوم القيامة.
قال شارح الطحاوية : وحملهم على ذلك أصلهم الفاسد الّذي وضعوا به شريعة لما يفعله الله ، وأنه ينبغى أن يفعل كذا ولا ينبغى له أن يفعل كذا!! وقاسوه على خلقه فى أفعالهم ، فهم مشبهة فى الأفعال ودخل التجهم فيهم ، فصاروا مع ذلك معطلة! وقالوا : خلق الجنة قبل الجزاء عبث ، لأنها تصير معطلة مددا متطاولة فردوا من النصوص ما خالف هذه الشريعة الباطلة التى وضعوها للرب تعالى ـ وحرفوا النصوص عن مواضعها ، وضللوا وبدعوا من خالف شريعتهم (١). اه
قال الطحاوى : والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ولا تبيدان (٢). اه.
قلت : والقول بأبدية الجنة أجمع عليه أهل السنة وجمهورهم على أن النار أيضا لا تفنى ولا تبيد (٣).
والأدلة على خلود أهل الجنة فى الجنة وخلود أهل النار فى النار كثيرة جدا فى الكتاب والسنة. والله أعلم.
قال شارح الطحاوية : وقال بفناء الجنة والنار الجهم بن صفوان إمام المعطلة
__________________
(١) شرح العقيدة الطحاوية ص : ٤٧٦.
(٢) نفس المصدر.
(٣) انظر : مراتب الإجماع لابن حزم ص : ١٧٣.