المنافق يشار إليه بالأصابع. فقلت : يا أبا عبد الله ، وكيف يشار إلى المنافق بالأصابع؟ فقال : يا أبا حفص ، صيروا أمر الله فضولا. وقال : المؤمن إذا رأى أمرا بالمعروف أو نهيا عن المنكر لم يصبر حتى يأمر وينهى. يعنى قالوا : هذا فضول. قال : والمنافق كل شيء يراه قال بيده على فمه. فقالوا : نعم الرجل ، وليس بينه وبين الفضول عمل.
٨٦٥ ـ أخبرنى أحمد بن محمد بن مطر قال : حدثنى عباس العنبرى (١) قال : كنت مارا مع أبى عبد الله بالبصرة ، قال : فسمعت رجلا يقول لرجل : يا ابن الزانى. فقال الآخر : يا ابن الزانى. قال : فوقفت ومضى أبو عبد الله فالتفت فقال لى : يا أبا الفضل ، امش ، قال : فقلت : قد سمعنا قد وجب علينا. قال : امض ليس هذا من ذلك (٢) (٣).
التعليق :
المعروف : اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه ، وكل ما ندب إليه الشرع ، والمنكر ضد ذلك (٤).
والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر قد يكون فرضا على الكفاية وقد يتعين والأصل فيه قول الله تعالى : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (٥) ، وقوله جل وعلا : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) (٦) ، وقوله عزوجل : (الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ
__________________
(١) عباس بن عبد العظيم ، ثقة حافظ. تقريب ١ / ٣٩٧ ، طبقات الحنابلة ١ / ٢٣٥.
(٢) المصدر السابق ص ٥٧ ـ ٥٩.
(٣) وانظر روايات أخر عن الإمام أحمد فى كتاب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر للقاضى أبى يعلى بن الفراء. وهو مخطوط له صورة فى مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ـ ضمن مجموعة برقم ٩٠.
(٤) انظر : النهاية لابن الأثير ٣ / ٢١٦.
(٥) سورة آل عمران / ١٠٤.
(٦) سورة الحج / ٤١.