وبعد هذا الكلام النفيس نقول : إن الروايات المتقدمة عن الإمام أحمد فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فيها منهج شامل لهذه المسألة بجميع جوانبها : فالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يكون باليد وباللسان وبالقلب فإذا أمكن إزالة المنكر باليد فهو أفضل وإن خاف على نفسه أنكر بلسانه وإن كان غير ممكن أيضا أنكر بقلبه والإنكار بالقلب معناه : الكراهة للمنكر ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يكون برفق ولين قدر الإمكان حتى يتحقق المقصود ، وإن كان هذا راجعا فى المقام الأول لنوع المنكر. والله تعالى أعلم.
__________________
ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية. وكتاب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر للقاضى أبى يعلى بن الفراء وهو مخطوط كما سبق الإشارة إليه ص : ٧٦٠ وتلبيس إبليس لابن الجوزى ص : ١٤٨ ـ ١٤٩. وغيرها من المؤلفات التى خصصت لبحث هذا الأصل العظيم.