وفى حديث جبريل قال : أخبرنى عن الإيمان قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ... (١). اه
والأصل الّذي جاءت به الرسل واحد وهو الدعوة إلى الله عزوجل وإخلاص العبادة له ، وإن اختلفت فى الفروع ، إلا أن هذه الشرائع والمناهج قد نسخت ببعثة محمد صلىاللهعليهوسلم فلا شرعة إلا شرعة الإسلام قال تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) (٢).
يقول شارح الطحاوية : وأما الأنبياء والمرسلون فعلينا الإيمان بمن سمى الله تعالى فى كتابه من رسله والإيمان بأن الله تعالى أرسل رسلا سواهم وأنبياء لا يعلم أسماءهم وعددهم إلا الله تعالى الّذي أرسلهم فعلينا الإيمان بهم جملة لأنه لم يأت فى عددهم نص ، وقد قال تعالى : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) (٣) وقال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) (٤).
وعلينا الإيمان بأنهم بلغوا جميع ما أرسلوا به على ما أمرهم الله به وأنهم بينوه بيانا لا يسع أحدا ممن أرسلوا إليه جهله ولا يحل خلافه. قال تعالى : (فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (٥) وقال تعالى : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (٦) ....
وأما أولو العزم من الرسل ، فقد قيل فيهم أقوال أحسنها : ما نقله البغوى وغيره عن ابن عباس وقتادة : أنهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم. قال وهم المذكورون فى قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ
__________________
(١) انظر : الحديث وتخريجه ج : ١ / ٧٥.
(٢) سورة آل عمران / ٨٥.
(٣) سورة النساء / ١٦٤.
(٤) سورة غافر / ٧٨.
(٥) سورة النحل / ٣٥.
(٦) سورة النحل / ٨٢.