٨٧٦ ـ أخبرنى عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبى يقول : حديث النبي صلىاللهعليهوسلم : «لا يبقى دينان بجزيرة العرب» (١) تفسيره : ما لم يكن فى يد فارس والروم.
وقال الأصمعى : كل ما كان دون أطراف الشام.
٨٧٧ ـ أخبرنى الحسن عبد الوهاب (٢) قال : حدثنى إبراهيم بن هانئ قال : سئل أبو عبد الله عن جزيرة العرب فقال : ما لم يكن فى يد فارس والروم قيل له : ما كان خلف العرب قال : نعم (٣).
التعليق :
قبل الشروع فى الكلام حول هذا المسألة أود أن أورد ما ذكر حول حدود جزيرة العرب.
__________________
(١) قال ابن حجر : رواه مالك فى الموطأ عن ابن شهاب فذكره مرسلا. قال ابن شهاب : ففحص عمر عن ذلك حتى أتاه اليقين عن النبي صلىاللهعليهوسلم بهذا فأجلى يهود خيبر. قال مالك : وقد أجلى عمر يهود نجران وفدك ثم ذكر ابن حجر له طرقا أخرى ، التلخيص الحبير ٤ / ١٢٤. وروى أحمد ١ / ١٩٥ ، ١٩٦ عن أبى عبيدة بن الجراح قال : آخر ما تكلم به النبي صلىاللهعليهوسلم : أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب.
قال ابن حجر بعد ذكره للروايات المرسلة : ورواه أحمد فى مسنده موصولا عن عائشة قالت : «آخر ما عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن لا يترك بجزيرة العرب دينان» أخرجه من طريق ابن إسحاق حدثنى صالح بن كيسان ، عن الزهرى ، عن عبيد الله بن عتبة بن مسعود ، عن عائشة. المصدر السابق.
قلت : وللحديث شواهد : فقد روى البخارى ٦ / ٢٧٠ ومسلم ٣ / ١٣٨٧ عن أبى هريرة قال : «بينما نحن فى المسجد خرج النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : انطلقوا إلى يهود ، فخرجنا حتى جئنا بيت المدارس فقال : «أسلموا تسلموا واعلموا أن الأرض لله ورسوله وإنى أريد أن أجليكم من هذه الأرض فمن يجد منكم بماله شيئا فليبعه وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله». وروى مسلم ٣ / ٣٨٨ عن عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما».
(٢) ابن أبى العنبرى. تقدم التعريف به ج : ٢ / ٢٩٤.
(٣) أحكام أهل الملل للخلال ص ٢٤ ـ ٢٥ والروايتان الأخيرتان نقلهما ابن القيم فى أحكام أهل الذمة ١ / ١٧٧ والأولى منهما نقلها ابن الفراء فى الأحكام السلطانية ص : ١٩٦.