والإباضية : وهم أصحاب عبد الله بن إباض (١) ، (والمهلبية والحارثية) (٢) (٣).
__________________
(١) المرى التميمى ، تبعه جماعة من الخوارج ، وكان مسالما ولم يخرج إلا فى عهد مروان بن محمد ، فأنفذ إليه مروان جيشا فقتله. وقد افترقت بعده الإباضية إلى ست فرق. مقالات الإسلاميين ص ١٠٢ ، الملل والنحل ١ / ١٨٠.
(٢) زيادة عند الإصطخرى. وما تقدم انظره فى السنة ضمن شذرات البلاتين ص : ٥١ ـ ٥٣ ، وطبقات الحنابلة ١ / ٣٣ ـ ٣٤.
(٣) المهلبية : لم أقف عليها فيما أطلعت عليه من كتب الفرق أما الحارثية : فهم أتباع الحارث بن يزيد الإباضى وهى من فرق الإباضية الستة.
هذه هى فرق الخوارج الرئيسية إضافة إلى : العجاردة أتباع عبد الكريم بن عجرد ويقال : إن أصله من فارس ، ولما ظهر أمره حبسه خالد بن عبد الله القسرى وبعد حبسه افترق أتباعه إلى ثمان فرق. مقالات الإسلاميين ص ٩٣ ، الملل والنحل ١ / ١٦٩.
والثعالبة : وهم أتباع ثعلبة بن مشكان وقد كان مع عبد الكريم فاختلفا ، ولما مات ثعلبة افترق أتباعه إلى ست فرق. مقالات الإسلاميين ص ١٠٠ ، الملل والنحل ١ / ١٧٧.
وكان أول ظهور للخوارج عام سبع وثلاثين من الهجرة فقد كانوا من أنصار على بن أبى طالب رضى الله عنه ، ولما اشتد أوار الحرب فى صفين ورفع أصحاب معاوية رضى الله عنه المصاحف وطالبوا بتحكيم كتاب الله لما رأوا أن سير القتال ليس فى صالحهم عندها أشار الأشعث بن قيس ومن وافقه على علي أن يوقف القتال ويحكم كتاب الله ـ بل إنهم أصروا على ذلك ـ فأمر على الأشتر النخعى بإيقاف القتال واجتمع الحكمان ولم يؤد ذلك الاجتماع إلى نتيجة وهنا انقلب هؤلاء ـ أى الخوارج ـ على علي بن أبى طالب وقالوا له : كيف تحكم الرجال فى كتاب الله لا حكم إلا الله علما بأنهم هم الذين أجبروه على قبول التحكيم ولما احتج عليهم بهذا قالوا : ذلك كان منا كفرا وقد تبنا فتب كما تبنا نبايعك فأرادوا منه أن يطلق على نفسه الكفر ثم يعلن توبته ، وقد كانت لهم بعض الشبه التى تمسكوا بها مما حدا بعلي بن أبى طالب أن يرسل إليهم عبد الله بن عباس فناظرهم وأوضح لهم خطأ مسلكهم فرجع بعضهم إلى الحق والصواب واستمرت فئة منهم على ضلالها وانحازوا إلى حروراء وقاتلهم علي رضى الله عنه وهزمهم.
وقد تقدم أثناء التعليق على بعض المسائل ذكر بعض آراء الخوارج وإن كان من أهمها تكفيرهم لمرتكب الكبيرة إذا لم يتب والحكم عليه بالخلود فى النار.
ومن مذاهبهم : التبرؤ من عثمان وعلي رضى الله عنهما وعندهم أن الإمام إذا خالف السنة فالخروج عليه حق واجب [أ].
وخروجهم على علي هو سبب تسميتهم بالخوارج وكثير من المحققين يرون : «أن كل من خرج على ـ
(أ) انظر : المصادر السابقة ، وتاريخ الطبرى ١ / ٥٧ ، ٥ / ٧٢ ، والبداية والنهاية ٧ / ٢٧٩.