يرى له وجه ، ولا يسمع له صوت ، ولا يشم له رائحة ، وهو غائب عن الأبصار ، ولا يكون فى مكان دون مكان.
ووجد ثلاث آيات من القرآن من المتشابهات : قوله : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (١) و (وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ) (٢) و (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ) (٣).
فبنى أصل كلامه كله على هؤلاء الآيات وتأول القرآن على غير تأويله وكذب أحاديث النبي عليهالسلام وزعم أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه فى كتابه أو حدث به عن النبي صلىاللهعليهوسلم كان كافرا وكان من المشبهة ، فأضل بشرا كثير. (ق ١١ / ب) وتبعه على قوله رجال من أصحاب أبى حنيفة ، وأصحاب عمرو بن عبيد (٤) بالبصرة ، ووضع دين الجهمية.
فإذا سألهم الناس عن قول الله عزوجل : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ما تفسيره؟ يقولون : ليس كمثله شيء من الأشياء ، وهو تحت الأرض السابعة ، كما هو على العرش ، لا يخلو منه مكان ، ولا هو فى مكان دون مكان (٥).
ولا يتكلم ولا يكلم (٦) ، ولا ينظر إليه أحد فى الدنيا (٧) ، ولا ينظر إليه أحد فى الآخرة ولا يوصف ولا يعرف بصفة (٨) ، ولا يفعل ولا له غاية ، ولا
__________________
(١) سورة الشورى / ١١.
(٢) سورة الأنعام / ٣.
(٣) سورة الأنعام / ١٠٣.
(٤) تقدمت ترجمته ج : ٢ / ٣٧٢.
(٥) راجع قول الإمام أحمد فى العلو ج : ١ / ٣١٨ والاستواء ج : ١ / ٣٤٢ وقوله فى العرش ج : ١ / ٣٣٦.
(٦) راجع صفة الكلام ج : ١ / ٢٨٧.
(٧) أجمعت الأمة على أن الله عزوجل لا يرى فى الدنيا. ويراه المؤمنون فى الآخرة.
راجع : «قول الإمام أحمد فى ما قيل حول رؤية النبي صلىاللهعليهوسلم لربه ليلة المعراج» ج : ٢ / ٢٤٥. وراجع «قول الإمام أحمد فى رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة» ج : ٢ / ٢١٥ والتعليق على تلك المسائل.
(٨) راجع مسائل الصفات.