تفاقم وفشا ـ يعنون إظهاره لخلق القرآن وغير ذلك ـ فقال لهم أبو عبد الله : فما تريدون؟ قالوا : أن نشاورك فى أنا لسنا نرضى بإمرته ولا سلطانه فناظرهم أبو عبد الله ساعة وقال لهم: عليكم بالنكرة فى قلوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم انظروا فى عاقبة أمركم واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من فاجر ودار فى ذلك كلام كثير لم أحفظه. ومضوا ودخلت أنا وأبى على أبى عبد الله بعد ما مضوا فقال أبى لأبى عبد الله : نسأل الله السلامة لنا ولأمة محمد صلىاللهعليهوسلم وما أحب لأحد أن يفعل هذا. وقال أبى : يا أبا عبد الله هذا عندك صواب؟ قال : لا. هذا خلاف الآثار التى أمرنا فيها بالصبر (١).
٤٤٠ ـ عبدوس بن مالك قال : سمعت أحمد يقول : ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه وأقروا له بالخلافة بأى وجه كان بالرضا أو الغلبة فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فإن مات الخارج مات ميتة جاهلية ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق (٢).
٤٤١ ـ الحسن الربعى قال : قال لى أحمد : ... والصبر تحت لواء السلطان على ما كان فيه من عدل أو جور وأن لا تخرج على الأمراء بالسيف وإن جاروا (٣).
٤٤٢ ـ محمد بن حبيب قال : سمعت أحمد يقول : ... ولا تخرج عليهم بسيفك (٤).
__________________
(١) المصدر نفسه (ق / أ) وذكرها حنبل في ذكر محنة الإمام أحمد ص ٧٠ بسياق أتم من هذا. ونقلها أبو يعلى بن الفراء فى الأحكام السلطانية ص ٢١ ، وابنه فى طبقات الحنابلة ١ / ١٤٤ مختصرة.
(٢) رسالة عبدوس (ق ٥ / أ) وطبقات الحنابلة ١ / ٢٤٤.
(٣) المصدر الأخير ١ / ١٣٠.
(٤) نفس المصدر ١ / ٢٩٥.