(أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) قال الله (ق ٦ / ب) تعالى : (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) فلما كتموا الشرك ختم على أفواههم ، وأمر الجوارح فنطقت بذلك فذلك قوله : (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ) (١) الآية فأخبر الله عزوجل عن الجوارح حين شهدت. فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة (٢).
أما قوله عزوجل : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ) (٣) وقال : (يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً) (٤) وقال : (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً) (٥) وقال : (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً) (٦) من أجل ذلك شكت الزنادقة.
وأما قوله : (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً) وذلك إذا خرجوا من قبورهم ، فنظروا إلى ما كانوا يكذبون به من أمر البعث ، قال بعضهم لبعض : إن لبثتم فى القبور إلا عشر ليال ، استكثروا العشر ، فقالوا : إن لبثتم إلا يوما فى القبور ، ثم استكثروا اليوم فقالوا : (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً) ثم استكثروا القليل فقالوا : إن لبثتم إلا ساعة من نهار ، فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة (٧).
وأما قوله : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا) (٨) وقال فى آية أخرى : (وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ) (٩). فقالوا : كيف يكون هذا يقولون : لا علم لنا. وأخبر عنهم أنهم
__________________
(١) سورة يس / ٦٥.
(٢) وانظر تفسير الطبرى ٥ / ٩٣ و ٧ / ١٦٥ وابن كثير ١ / ٥٢٩ و ٢ / ١٣٧ والشوكانى ١ / ٤٦٧ و ٢ / ١٠٧ ، ١٠٩.
(٣) سورة الروم / ٥٥.
(٤) سورة طه / ١٠٣.
(٥) سورة طه / ١٠٤.
(٦) سورة الإسراء / ٥٢.
(٧) وانظر تفسير الطبرى ١٥ / ١٠١ و ١٠٦ و ١٦ / ٢١٠ و ٢١ / ٥٧ وابن كثير ٣ / ٤٩ ، ١٧٤ ، ٤٥٨ والشوكانى ٣ / ٢٣٥ ، ٣٨٦ و ٤ / ٢٣٢.
(٨) سورة المائدة / ١٠٩.
(٩) سورة هود / ١٨.