(إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ) (١).
وقالوا : كيف قال : (إِنَّنِي مَعَكُما) وقال فى آية أخرى : (إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ).
فشكوا فى القرآن من أجل ذلك.
أما قوله : (إِنَّا مَعَكُمْ) فهذا فى مجاز اللغة (٢) يقول الرجل للرجل : إنا سنجرى عليك رزقك (ق ١٠ / ب) إنا سنفعل بك كذا.
وأما قوله : (إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى) فهو جائز فى اللغة ، يقول الرجل الواحد للرجل : سأجرى عليك رزقك ، أو سأفعل بك خيرا (٣) (٤).
__________________
(١) سورة الشعراء / ١٥.
(٢) يقول ابن القيم : مراد أحمد أن هذا الاستعمال مما يجوز فى اللغة أى هو من جائز اللغة لا من ممتنعاتها ولم يرد بالمجاز أنه ليس بحقيقة وأنه يصح نفيه وهذا كما قال أبو عبيدة فى تفسيره أنه مجاز القرآن ومراد أحمد أنه يجوز فى اللغة أن يقول الواحد المعظم نفسه نحن فعلنا كذا فهو مما يجوز فى اللغة ولم يرد أن فى القرآن ألفاظا استعملت فى غير ما وضعت له وأنها يفهم منها خلاف حقائقها وقد تمسك بكلام أحمد هذا من ينسب إلى مذهبه أن فى القرآن مجازا كالقاضى أبى يعلى وابن عقيل وابن الخطاب وغيرهم ومنع آخرون من أصحابه ذلك كأبي عبد الله بن حامد .. وبعض الناس يحكى فى ذلك عن أحمد روايتين ...
قلت : وما أشار إليه ابن القيم عن أبى يعلى بن الفراء انظر مثاله فى كتاب القاضى : العدة فى أصول الفقه ٢ / ٦٩٥.
وراجع هذه المسألة فى مختصر الصواعق المرسلة ٢ / ٣ ـ ١٠٦ وما ذكرته ص : ٤ ـ ٥. وانظر مشكل القرآن لابن قتيبة ، باب القول فى المجاز ص : ١٠٣ ـ ١٠٤ ، والإيمان لابن تيمية ص : ٨٤ ـ ٨٥.
(٣) وانظر : تفسير الطبرى ١٦ / ١٧٠ ، ١٩ / ٦٥ وابن كثير ٣ / ١٦٤ ، ٣٤٧ ، والشوكانى ٣ / ٣٦٨ و ٤ / ٩٥.
(٤) يراجع لما تقدم كتب التفاسير : كتفسير الطبرى وابن كثير والشوكانى وغيرها للوقوف على تفسير هذه الآيات ومقارنتها بما ذكر هنا.
وقد بينت مواضعها : عند الطبرى ـ طبعة دار الفكر ـ بيروت ١٤٠٥ ه ـ ١٩٨٤ م.
وعند ابن كثير ، مكتبة النهضة الحديثة ط / ١ ، ١٣٨٤ ه بمراجعة وتصحيح عبد الوهاب عبد اللطيف ومحمد الصديق.