هذا ملخص ما قيل حول أصل هذه الكلمة.
أما فى العصر الإسلامى فقد أطلقت على كل من أسرّ الكفر وأظهر الإسلام ، وبذا عرّف الإمام أحمد الزنديق كما تقدم.
وقد أطلقت هذه الكلمة على الجهمية والمعتزلة أيضا وقد أثر عن الإمام أحمد ما يفيد هذا (١).
وكذا تطلق هذه الكلمة على الملاحدة المنكرين وجود الله عزوجل.
والحاصل أن الكلمة أطلقت على من أظهر الإسلام وأسر نحلة أخرى وعلى الملاحدة وعلى المبتدعة كالجهمية المنكرين للصفات الزاعمين أنه عزوجل لم يستو على العرش وغيرهم من المشككين فى آيات القرآن الكريم الزاعمين تعارضها أو تناقضها فكل هؤلاء زنادقة وإن كانوا متفاوتين فى الاعتقاد.
لكن ما أعنيه منهم فى الاستتابة أو القتل هم الذين أظهروا الإسلام ولهم دين آخر كأولئك الذين أحرقهم على وكالذين قتلهم عثمان أيضا لأن هذا يشبه الردة وقد ظهر هؤلاء فى عهد المنصور والمهدى فقتلوا (٢).
وهؤلاء فى استتابتهم روايتان عن أحمد أشهر هما أنه يستتاب ثلاثا.
يقول ابن قدامة : إن كلام الخرقى أنه إن تاب قبلت توبته ولم يقتل ، أى كفر كان وسواء كان زنديقا يستسر بالكفر أو لم يكن وهذا مذهب الشافعى والعنبرى ويروى ذلك عن على وابن مسعود وهو إحدى الروايتين عن أحمد واختيار أبى بكر الخلال وقال إنه أولى على مذهب أبى عبد الله.
والرواية الأخرى : لا تقبل توبة الزنديق ومن تكررت ردته (٣) وهو قول
__________________
(١) انظر : مناقب الإمام أحمد لابن الجوزى ص : ١٥٨ ، وراجع : مجموع الفتاوى ٧ / ٤٧١ ، والإيمان لابن تيمية ص : ٢٠٣.
(٢) انظر : فتح البارى ١٢ / ٢٧١.
(٣) انظر فيمن تكررت ردته وتوبته الروايتين والوجهين ٢ / ٣١٢.