قول الإمام أحمد فى المحكم والمتشابه
قال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ :
٥٧٧ ـ قلت لأبى عبد الله : كيف للرجل أن يعرف المتشابه من المحكم؟ قال : المتشابه : الّذي يكون فى موضع كذا وفى موضع كذا مختلف والمحكم ليس فيه اختلاف (١).
التعليق :
قال الله عزوجل : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) (٢).
وقد اختلف فى تفسير المحكمات والمتشابهات.
وقد لخص الشوكانى ـ رحمهالله ـ الخلاف فى المسألة إذ يقول : قيل إن المحكم ما عرف تأويله وفهم معناه وتفسيره والمتشابه ما لم يكن لأحد إلى علمه سبيل ومن القائلين بهذا : جابر بن عبد الله والشعبى وسفيان الثورى قالوا : وذلك نحو الحروف المقطعة فى أوائل السور.
وقيل : المحكم : ما لا يحتمل إلا وجها واحدا والمتشابه : ما يحتمل وجوها فإذا ردت إلى وجه واحد وأبطل الباقى صار المتشابه محكما.
وقيل المحكم : ناسخه وحرامه وحلاله وفرائضه وما نؤمن به ونعمل عليه والمتشابه : منسوخه وأمثاله وأقسامه وما نؤمن به ولا نعمل به روى هذا عن ابن عباس.
__________________
(١) مسائل ابن هانئ ٢ / ١٦٦.
(٢) سورة آل عمران / ٧.