وقيل : المحكم : الناسخ والمتشابه : المنسوخ. روى عن ابن مسعود وقتادة والربيع والضحاك وقيل : المحكم : الّذي ليس فيه تصريف ولا تحريف عما وضع له ، والمتشابه : ما فيه تصريف وتحريف وتأويل قاله مجاهد وابن إسحاق. قال ابن عطية : وهذا أحسن الأقوال.
وقيل : المحكم : ما كان قائما بنفسه لا يحتاج إلى أن يرجع فيه إلى غيره والمتشابه : ما يرجع فيه إلى غيره.
قال النحاس : وهذا أحسن ما قيل فى المحكمات والمتشابهات.
قال القرطبى : ما قاله النحاس يبين ما اختاره ابن عطية وهو الجارى على وضع اللسان ....
قال الشوكانى : والأولى أن يقال : إن المحكم هو الواضح المعنى الظاهر الدلالة إما باعتبار نفسه أو باعتبار غيره. والمتشابه ما لا يتضح معناه أو لا تظهر دلالته لا باعتبار نفسه ولا باعتبار غيره. وإذا عرفت هذا عرفت أن هذا الاختلاف الّذي قدمناه ليس كما ينبغى ، وذلك لأن أهل كل قول عرّفوا المحكم ببعض صفاته وعرّفوا المتشابه بما يقابلها ، وبيان ذلك أن أهل القول الأول جعلوا المحكم ما وجد إلى علمه سبيل والمتشابه ما لا سبيل إلى علمه ولا شك أن مفهوم المحكم والمتشابه أوسع دائرة مما ذكروه فإن مجرد الخفاء أو عدم الظهور أو الاحتمال أو التردد يوجب التشابه ، وأهل القول الثانى خصوا المحكم بما ليس فيه احتمال والمتشابه بما فيه احتمال ، ولا شك أن هذا بعض أوصاف المحكم والمتشابه لا كلها ، وهكذا أهل القول الثالث ، والأمر أوسع مما قالوه جميعا ، وأهل القول الخامس خصوا المحكم بوصف عدم التصريف والتحريف ، وجعلوا المتشابه مقابله وأهملوا ما هو أهم من ذلك مما لا سبيل إلى علمه من دون تصريف وتحريف كفواتح السور المقطعة ، وأهل القول السادس خصوا المحكم بما يقوم بنفسه والمتشابه بما لا يقوم بها ، وأن هذا هو بعض أوصافهما (١). اه.
__________________
(١) فتح القدير ١ / ٣١٤ ـ ٣١٥.