وفى قبول توبته روايتان عن أحمد (١).
وفرق البعض بين سب الله عزوجل وسب نبيه صلىاللهعليهوسلم فى قبول التوبة ، وأقصد بقبولها : أى الأخذ بها وإسقاط القتل عنه ، ثم أمره إلى الله عزوجل.
يقول ابن تيمية : ومن فرق بين سب الله وسب الرسول قالوا : سب الله تعالى كفر محض وهو حق لله وتوبة من لم يصدر منه إلا مجرد الكفر الأصلي أو الطارئ مقبولة مسقطة للقتل بالإجماع ... فإن الرجل لو أتى من الكفر والمعاصى بملء الأرض ثم تاب تاب الله عليه وهو سبحانه لا تلحقه بالسب غضاضة ولا معرة وإنما يعود ضرر السب على قائله ، وحرمته فى قلوب العباد أعظم من أن تنتهكها جرأة الساب ، وبهذا يظهر الفرق بينه وبين الرسول فإن السب هناك قد تعلق به حق آدمى والعقوبة الواجبة لآدمى لا تسقط بالتوبة والرسول تلحقه المعرة والغضاضة بالسب فلا تقوم حرمته ، ولا تثبت فى القلوب مكانته إلا باصطلام سابه لما أن هجوه وشتمه ينقص من حرمته عند كثير من الناس فإن لم يحفظ هذا الحمى بعقوبة المنتهك وإلا أفضى الأمر إلى الفساد ، وهذا الفرق يتوجه بالنظر إلى أن حد سب الرسول حق لآدمى كما يذكره كثير من الأصحاب وبالنظر إلى أنه حق لله أيضا فإن ما انتهكه من حرمة الله لا ينجبر إلا بإقامة الحد فأشبه الزانى والسارق والشارب إذا تابوا بعد القدرة عليهم (٢). اه
ورواية حنبل تفيد عدم التفريق بين المسلم وغيره.
__________________
(١) راجع الإنصاف للمرداوى ١٠ / ٣٣٢.
(٢) الصارم المسلول ص : ٥٤٧ ـ ٥٤٨. وقد بحث ابن تيمية فى المصدر نفسه هذه المسألة بحثا نفيسا راجع : ص ٥٤٦ ـ ٥٦٤.