ثم انه قال الشيخ الأعظم قدسسره : هذا كله مع معارضة الاخبار المذكورة بأكثر منها مما يدلّ على جواز التمسك بظاهر القرآن مثل خبر الثقلين المشهور بين الفريقين وغيرها مما دلّ على الأمر بالتمسك بالقرآن والعمل بما فيه ... (١).
ولكن ما ذكره غير تام.
أما خبر الثقلين فقد استنصر به قدسسره على مقالته من حيث انّه جعل مورد التمسك كلا من العترة والكتاب فلا بد وان يكون كل منهما معرضا للتمسك استقلالا اذ لو كان المقصود ضم الكتاب الى العترة لم يكن كل منهما في معرض تمسك الأمّة بل كان المستمسك به حينئذ في الحقيقة هو العترة. وهذا مما لا يمكن الذهاب اليه بل الخبر الشريف صريح في خلاف ما أراده قدسسره حيث انه صلىاللهعليهوآله قال فيه : إنّهما لن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض. أما وجه عدم افتراق العترة الطاهرة من الكتاب فواضح حيث انهم عليهمالسلام عالمون بالكتاب وعاملون به ولا يعرضهم سهو ولا نسيان ولا خلاف. فهم عاملون بالكتاب كله وإلّا لزم افتراقهم عنه في مورد عدم العمل (والعياذ بالله) كما انّهم عالمون به كله وإلّا لزم مفارقتهم عنه في مورد عدم العلم (حاشاهم عن ذلك).
وأما وجه عدم افتراق الكتاب عن العترة الطاهرة فهو انّ العلم بالكتاب منحصر فيهم ومخصوص بهم فلا يفرض مفارقة أحدهما عن الآخر ولهذا قال الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله : لن يفترقا ... فافهم واغتنم. والحاصل ان هذه الرواية الشريفة لا تعارض الروايات السابقة.
__________________
(١) فرائد الأصول ـ المجلد الأول ـ ص ١٤٥.