طابق سؤاله عليهالسلام جواب الحسن : قد بلغنا عن أبي الحسن ان أعيان بني أم أولى من بني العلات. فانّ الاخوة من أب وأم متحد في الدرجة مع الاخوة من الأب فلا ربط للرواية بابن العم الأبويني مع العم الأبي.
سيّما وقد قال له الامام جئت بها من عين صافيه فمعلوم ان جوابه كان مطابقا لسؤاله عليهالسلام عنه.
وأما قوله ان أبا طالب الخ فقد زعموا ان مراده عليهالسلام ان كون أبي طالب أخا لعبد الله لأبيه وأمه كناية عن ان عليا عليهالسلام ابن عم لرسول الله صلىاللهعليهوآله من أب وأم وأما العباس فهو عم النبي لأب والحق في الخلافة مع علي لا العباس ـ وأنت خبير بأن هذا وإن كان صحيحا. لكن كان في زمن الصادقين عليهماالسلام نزاع في أمر الخلافة فقال بعض بأن العباس خليفة ووصي دون علي بن أبي طالب عليهالسلام وبعضهم على العكس في ذلك والكلام الواقع بين علي والعباس إنّما كان لافهام أبي بكر ـ وكان بنو العباس أرادوا جعل أنفسهم في عرض الأئمة عليهمالسلام بدعوى أننا أولاد العباس وأنتم أولاد أبي طالب فنحن وأنتم بنو الأعمام ولا فضل لكم علينا فالائمة عليهمالسلام أرادوا الزام المخالفين استنادا الى عدة وجوه ـ أحدها ـ ما ذكرناه من أنّا بنو العم الأبويني (باعتبار أبي طالب) وأنتم بنو العم الأبي (باعتبار العباس) والأول مقدم على الثاني ـ والحاصل ان الرواية غير منطبق على ابن العم والعم أصلا ـ عند التأمل.
خبر الواحد
وهو أيضا من جملة الظنون التي توهموا خروجها عن حرمة أصالة العمل بالظن فقد اعتبره المشهور بل أفاد الشيخ الأعظم قدسسره قربها الى حد الاجماع (١).
__________________
(١) فرائد الأصول : ج ١ ص ٢٣٧.