إلّا انّه يظهر من بعض ما ورد عنهم من الأدعية ما لا يلائم ذلك وانّ الخوف والطمع المذكورين كانا من أعظم ما في نصب أعينهم.
ويمكن التوفيق بأن الخوف من النار له عنوانان أحدهما من حيث الاحراق واللظى والأذى والآخر من جهة أنّ النار مظهر غضب الله وسخطه وهكذا الحال بالنسبة إلى الجنّة فما ورد عنهم من حيث الخوف والأمل فيحمل على الوجه الثاني فصدور العبادة عنهم بداعي الخوف من النار أو الطمع في الجنة هو من جهة الحذر عن غضب الله سبحانه وتعالى أو جهة الشوق إلى قربه ورضاه وذكر الجنة والنار بلحاظ وقوعهما طريقا إلى رضاه وسخطه ومع ذلك فلا ينافى أيضا ما في بعض الألفاظ المأثورة عنهم عليهمالسلام كقوله في دعاء كميل (ورقّة جلدي ودقّة عظمي) وأمثال ذلك بل يظهر رجوعها إلى ما ذكرناه من الجمع بأدنى تأمل في أطراف البحث.
البحث عن مفطرات الصوم
١ ـ الأكل
مسئلة. لا فرق في مفطرية الأكل بين المعتاد وغيره وما نسب إلى المرتضى قدسسره من أن أكل غير المعتاد لا يفطر. لعله لا يكون خلافا في المسألة فإنّ تحقق الأكل لا يفرق فيه بين المعتاد وغيره وإنّما الفرق بين المأكول وغيره. والمنسوب إلى السيد يظهر منه الفرق من الجهة الثانية لا الأولى. حيث انّه مثل بأكل الحصى فإنّ الأكل فيه غير متحقق إذ عنوان الأكل إنّما يصدق فيما اذا كان متعلقه مأكولا والمأكول ما تصرف فيه المعدة ومن الواضح انّ الحصى ليس كذلك فتمثيله بالحصى لابداء الفرق بين المأكول وغير المأكول وانّ الأول يضر والثاني لا يضرّ لعدم صدق عنوان الأكل عليه لا لإبداء الفرق بين المعتاد وغيره.