(٥)
بحث في تقسيمات الكلي *
إنّ تقسيم الكلي إلى طبيعي ومنطقي وعقلي (كما هو المعروف) لا وجه له وذلك لأنهم جعلوا الكلي المنطقي عبارة عما يعرض الكلي الطبيعي الذي هو عبارة عن الاتصاف بعدم امتناع صدقه على كثيرين وجعلوا الكلي العقلي عبارة عن المركب من العارض والمعروض واعتبروا الكلي الطبيعي نفس المعروض.
ثم انّهم قسموا الكلي المنطقي إلى الذاتي والعرضي والأول منهما إلى جنس وفصل ونوع والثاني إلى الخاصة والعرض العام وهذا التقسيم لا يلائم بأي وجه مع جعل الكلي المنطقي عبارة عن العارض إذ أن العارض على الحيوان الذي هو عبارة عن عدم امتناع صدقه على كثيرين إنّما هو عرض محض ولا يقبل التقسيم إلى الذاتي والعارض حتى يقسّم الذاتي إلى ثلاثة أقسام والعارض إلى قسمين ليحصل منها الكليات الخمس.
وإنّما الذي يقبل التقسيم إلى الذاتي والعرض هو نفس المعروض فهو قد يكون ذاتيا كالحيوان والانسان والناطق وقد يكون عارضا كالماشي والضاحك فالكلي المنطقي المنقسم إلى ذاتي وعارض هو نفس المعروض لا الصفة العارضة عليه.
وبهذا البيان ظهر أن الكلي المنطقي عين الكلي الطبيعي.
__________________
(*) كلمة منطقية وجيزة ألقاها وأفادني بها سيدنا الأستاذ المحقق قدسسره في زمن تلمذي عليه بعض مباحث المنطق.