المعنى الاسمي والمعنى الحرفيّ
إنّ الوصف المأخوذ في موضوع القضية اللفظية على ثلاثة أقسام. فانّه قد يكون عنوانا يدور الحكم مداره وقد يكون لتعريف الحكم فقط وقد يكون للتنبيه على عموم الحكم وأقوى هذه الأقسام وأكملها هو الأول اذ في هذا القسم يكون مفهوم الوصف المأخوذ موضوعا في الحكم موضوعا للقضية النفس الأمرية بعينه وليس كذلك القسمان الآخران أما الأول منهما فإنّ الوصف فيه وإن كان معرّفا للحكم إلّا انّه ساكت عن خصوصيات الموضوع وأما الأخير فانّه وإن كان ينبّه على عموم الحكم إلّا أنه لا يعيّن الملاك في التعميم فأكمل القضايا هي القضية المنطبقة على النفس الأمرية انطباقا يشمل جميع الخصوصيات (١).
وبهذا البيان تعرف انّ الحق الصراح في تعريف الاسم ليس إلّا ما ورد في الكلام العلوي الشريف على ما في حديث أبي الأسود الدئلي انّ الاسم ما أنبأ عن المسمى فإنّ المسمى هو العنوان وأما الواسطة في الانباء فهي علقة التسمية كما سيوافيك تفصيله في ذيل البحث عن الحقيقة والمجاز وهذا التعريف للاسم على اختصاره أجمع وأكمل من ساير ما ذكره النحاة في تعريفه وذلك لعدم سلامتها عن عدة ايرادات سيّما ما اشتهر بينهم من أنّه ما دلّ على معنى مستقل غير مقترن بأحد الأزمنة. وهكذا في الفعل والحرف حيث قالوا ان الفعل ما دلّ على معنى مستقل
__________________
(١) راجع للعثور على التفصيل كتاب (كشف الاستار) في شرح حديث أبي الأسود الدئلي. بقلم الأستاذ المحقق البهبهاني قدسسره.