الفعلية لا بهيئة الاتحاد ولا بهيئة الإضافة. وأما الثالث وهو الاضافي فهو كل ما كان غير اتحادي ولا حدوثي وهو إمّا بصورة الاختصاص كالمال لزيد أو الاستعلاء كزيد على السطح أو الابتداء مثل سرت من البصرة أو غير ذلك فهذا القسم يحتاج في تحققه الى حرف أو ما بمنزلته وإلّا لم يتحقق فالحروف هي المتكفلة لهذا القسم الأخير فيقال الحرف ما أوجد معنى في غيره. أما الفعل الذي هو ما أنبأ عن حركة المسمى فهو مشتمل على جزءين مبدأ وهيئة. والأول ما يدل على الحدث وهذا المبدا لا بد ان يكون مما يقبل الاسناد الحدوثي مثل علم وضرب وأكل فلا يصح ذلك في الاعيان فلا يقال (حجر) نعم قد يستعمل الفعل في بعض الأعيان وذلك تنزيلا مثل (بال) فانّ البول وان كان عينا خارجيا إلّا انّه حيث كان له مبدأ الاشتقاق لتنزيله منزلة الحدث بلحاظ تجدده وانصرامه. وكذلك (حاضت المرأة) بناء على تفسير الحيض بالدم لا بالحدث. أو (استحجر الطين) فهذا الاسناد الحدوثي الحاصل بسبب الفعل له طرفان مبدأ وذات. سواء كانت الذات معينة نحو (اسكن) أو مبهمة مثل (ضرب) غائبا لا انّ الغيبة قيد فيه لكنه يدل على ذات نسبت اليها الغيبة حيث انّها ليست مخاطبة بخطاب ولا تكلم. لا الغائب في مقابل الحاضر. وقد عبروا عن الذات بالمسمى لقبولها التسمية وعن الطرف الآخر بالحركة فيقال انّ الفعل ما أنبأ عن حركة المسمى اذ الاسناد الحدوثي بعد انضمامه بالمبدإ يعنون بالحركة والمسمى هو طرف الحركة فالفعل مشتمل على حدث واسناد وهذا هو مقوّم الفعل اقترن بالزمان أو لم يقترن ولذا كانت الأفعال المنسلخة عن الزمان أفعالا حقيقة والحاصل ان عنوان الحركة هو طرف الحدث واذا قلت علم زيد. فحيث يبيّن اتصافه بالعلم فهذا هو عنوان الحركة وكذا نحو سكن. وأمّا هيئة الفعل. فالحروف المرتبة بهذا الترتيب الخاص كعلم وضرب وغيرهما دالة على الحدث سواء كانت بهذه الهيئة المذكورة أو بهيئة المضارع أو الأمر والجامع وهو الضرب والعلم مشترك موجود بين الجميع