استعمال اللفظ
في فرده ونوعه وشخصه
ومن جملة ما وقع بينهم موقع البحث هو أنّ بعض القضايا غير منطبق على موازين الأدلة كقولنا ضرب فعل ماض ومن حرف جر وزيد اسم. أما النحاة فقد تعرضوا لهذه المسألة وذكروا أنّ عنوان المسند اليه انّما يخص الاسم مع انّهم يقولون ضرب ماض ومن حرف أو قولهم جسق مهمل وأمثال ذلك. وقد أجابوا عن ذلك اجمالا بأنّ هذه الكلمات في تلك القضايا اسم ففي قولك من حرف. كان لفظة من اسما ل (من) الحرفية وهكذا في ضرب ماض. ضرب اسم ل (ضرب) الفعلية وفي المثال الأخير جسق اسم لذلك المهمل ويشهد لذلك أنّه لو كان من في المثال الأول حرفا لاحتاج الى متعلق ومدخول. مع انّ في المثال لا احتياج اليهما وكذا (ضرب فعل) ليس لضرب فاعل ولا طرف وهكذا ما ذكره السيوطي من ان (ليت يقولها المحزون) ليت مبتدأ ومجرد عن الحرفية واختص بالاسمية ولو كان حرفا لاحتاج الى اسم وخبر.
وأما الأصوليون. فقالوا انّ الشأن في (زيد اسم) هو تسمية الشخص للنوع وكذا في ضرب ماض بمعنى أنّ نوع ضرب عبارة عن الماضي أي هذه الحروف المترتبة الخاصة المتهيئة بهذه الهيئة من أي صادر صدرت ولها وجودات متكررة. ضرب. ضرب. ضرب. فالمادة المتهيئة بالهيئة المخصوصة نوع واذا قلت ضرب ماض. فضرب. هذا فرد صار اسما لنوعه وهذه الاسمية ليست بوضع بل لازمه بسبب المناسبة الذاتية فاختلف الدال والمدلول. فلا اشكال في هذه القضايا. هذا.