المسائل لا العلم بها والعلم بقواعد التصريف والنحو والفقه والأصول وغيرها ليس نفس هذه الفنون بل نفس القواعد ومما يدلك على هذا انّه لو صح ما ذكروه لكان معنى قولك فلان يعلم النحو أي يعلم العلم فكل ما أخذ العلم في تعريفه غير منطبق على المحدود وقد تنبّه لذلك شارح الشمسية حيث أفاد أن الفنون ليست إلّا مسائلها وهي حقيقة كل علم والعجب من السيد الشريف حيث ذكر في تعليقته عليه ان لأسامى الفنون اطلاقين أحدهما على المسائل كقولك علمت النحو أي مسائله والثاني على العلم بها.
أقول. ان وضع الأسامي للفنون انما هو باعتبار مسائلها فلا بد وان يكون التعريف ناظرا الى المسائل التي هي المبحوث عنها ولو لا غرض البحث لما كان لجعل أسامي الفنون مجال وهذا هو الوجه في جعل الكلمة والكلام موضوعا للنحو فانّ النحو هو المسائل لا العلم بها وإلّا لزم ان يكون موضوعه العالمين به ولكن لما كان العلم سببا للبحث عن المسائل كان اطلاق العلم على المسائل تجوزا فانّه قد يكون عبارة عن مسائل ليس النظر العلمي اليها ولم يؤسس لأن يدرك لغاية وهذا بخلاف قواعد النحو حيث تأسست للاطلاع عليها حتى يحصل العلم بحال الفروع فهذا الذي ذكر مجاز من باب اطلاق العدل على زيد للمبالغة فانه لو قطع النظر عن العلم كانت المسائل كأنها ساقطة عن الفنية. والمقام كذلك أيضا. والحاصل ان هذا خلط من متصدى التعاريف بين العلم والمعلوم نعم انه قد تنبه الشارح الرضي فانه لما قال ابن الحاجب (الصرف علم بأصول) قال الشارح في ذيله الحق أن التصريف هي الأصول لا العلم بها.
وأما المباحث فهي ثمان أو تسع : الأوّل. قد ذكر للعلم معاني عديدة. منها اليقين والعرفان والادراك الجامع