واعلم أن هيئة التركيب الاضافي : موضوعة للاختصاص المصحّح لأن يقال «المضاف للمضاف إليه ، فاذا استعملت في غير ذلك كانت مجازاً كما في الاضافة لأدنى ملابسة ، نحو : مكرُ الليل وكقوله :
إذا كوكبُ الخرقاء لاحَ بسحرهِ |
|
سُهيلٌ أذاعت غزلها في القرائب (١) |
في تعريف المسند إليه بالنّداء (٢)
يُؤتى بالمسند إليه معرفاً بالنداء : لأغراض كثيرة.
(١) منها إذا لم يُعرف للمُخاطب عنوان خاص : نحو يا رجل.
(٢) ومنها الإشارة إلى علّة ما يُطلب منه نحو : يا تلميذ أكتب الدَّرس.
__________________
(١) أضاف الكوكب إلى أي المرأة الحمقاء مع أنه ليس لها ، لأنها لاتتذكر كسوتها إلا وقت طلوع (سهيل) سحراً في الشتاء وتفصيل ذلك أنه يقال إن المرأة الحمقاء كانت تضيع وقتها في الصيف ، فإذا طلع سهيل وهو كوكب قريب من التطب الجنوبي في السحر ، وذلك قرب الشتاء أحست بالبرد ، واحتاجت إلى الكسوة ، فقرت غزلها أي تطنها أو كتانها الذي يصير غزلاص في أقاربها ، ليخزلوا لها بسبب عجزها عن الغزل ما يكفيها لضيق الوقت ، فإضافة كوكب الخرفاء لأدنى ملابسة ، وقد جمل الشاعر هذه البابة بمنزلة الاختصاص.
(٢) اعلم أن ‘غلب البيانيين لم يثبت التعريف بالنداء في تعريف المسند إليه ، وتحقيق ذلك يطلب من المطولات في علوم البلاغة.