وقد جاء لعموم النفي قليلا : قوله تعالى (إن الله لا يحب كل مختال فخور) ودليل ذلك : الذوق والاستعمال.
(٧) ومنها إفادة التَخصيص قطعاً (١) اذا كان المسند إليه مسبوقاً بنفي والمسند فعلا نحو : ما أنا قلت هذا ولا غيري ، أي ، لم أقله : وهو مقول لغيري ، ولذا : لا يصحّ أن يقال : ما أنا قلت هذا ولا غيري ، لأن مفهوم ما أنا قلت أنّه مقول للغير ، ومنطوق ولا غيري كونه غير مقول للغير فيحصل التناقض سلباً وإيجاباً.
وإذا لم يسبق المسند إليه نفي كان تقديمه محتملا (٢) لتخصيص الحكم به أو تقويته ، إذا كان المسند فعلا (٣) نحو : أنتَ لا تبخل ونحو : هو يهبُ الألوف ، فاُنَّ فيه الإسناد مرتين ، إسناد الفعل إلى ضمير المخاطب : في المثال الأول ، وإسناد الجملة إلى ضمير الغائب : في المثال الثاني.
(٨) ومنها مُراعاة الترتيب الوُجودي : نحو : (لا تأخذُهُ سنةٌ ولا نوم).
__________________
(١) وذلك يكون في ثلاثة مواضع :
الأول : ان يكون المسند إليه معرفة ظاهرة بعد نفي ، نحو : ما فؤاد فعل هذا.
الثاني : أن يكون المسند إليه معرفة مضمرة بعد نفي ، نحو : ما أنا قلت ذلك.
الثالث : أن يكون المسند إليه نكرة بعد نفي ، نحو : ما تلميذ حفظ الدرس.
(٢) وذلك في ستة مواضع :
الأول : ان يكون المسند إليه معرفة ظاهرة قبل نفي ، نحو فؤاد ما قال هذا.
الثاني : أن يكون المسند إليه معرفة ظاهرة مثبتة ، نحو ع باس أمر بهذا.
الثالث : ان يكون المسند إليه معرفة مضمرة قبل نفي ، نحو انا ما كتبت الدرس.
الرابع : أن يكون المسند إليه معرفة مضمرة مثبتة ، نحو أنا حفظت درسي.
الخامس : أن يكون المسند إليه نكرة قبل نفي ، نحو رجل ما قال هذا
السادس : أن يكون المسند إليه نكرة مثبتة ، نحو تلميذ حضر اليوم في المدرسة واعلم أن ما ذكرناه هو مذهب عبد القاهر الجرجاني وهو الحق ، وخالفه السكاكي.
(٣) فان قيل : لماذا اشترط أن يكون المسند فعلا ، وهل إذا كان المسند وصفا مشتملا على ضمير نحو : أنت بخيل لم يكن كالفعل في إفادة التقوية؟