واعلم : أن معرفة خواص التراكيب وأسرار الأساليب وما فيها من دقيق الوضع ، وباهر الصّنع ، ولطائف المزايا ، يسترعى لُبك ، إلى أن التقييد بأحد الأنواع الآتية : يكون لزيادة الفائدة ، وتقويتها عند السامع لما هو معروف من أن الحكم كلما ازدادت قيوده ازداد إيضاحاً وتخصيصاً.
والتقييد : يكون ، بالتَّوابع ، وضمير الفصل والنَّواسخ وأدوات الشرط والنفي والمفاعيل الخمسة ، والحال والتمييز ، وفي هذا الباب جملة مباحث (١).
المبحث الأول
في التقييد بالنَّعت
أما النَّعت : فيؤتى به للمقاصد والأغراض التي يدلّ عليها.
أ ـ منها : تخصيص المنعوت بصفة تُميزه إن كان نكرة ، نحو : جاءني رجل تاجر.
ب ـ ومنها : توضيح المنعوت إذا كان معرفة لغرض :
(١) الكشف عن حقيقته ، نحو : الجسم الطويل ، العريض ، يُشغل حيزاً من الفراغ.
(٢) أو التأكيد ، نحو : تلك عشرة كاملة ، وأمس الدابُر كان يوماً عظيماً.
(٣) أو المدح ، نحو : حضر سعد المنصور.
(٤) أو الذّم ، نحو : (وأمرأتهُ حمَّالة الحطب).
(٥) أو الترحم ، نحو : قدم زيد المسكينُ.
__________________
(١) اعلم أن التقييد : يكون لتمام الفائدة ، لما تقرر من أن الحكم كلما زاد قيده زاد خصوصية ، وكلما زاد خصوصية زادت فائدته ، لا فرق بين مسند إليه أو مسند أو غيرهما ، كما لا فرق بين تقييده بالتوابع ، أو غيرها.