(٢) ولتفصيل المسند مع الاختصار أيضاً ، نحو جاء نصرٌ فمنصورٌ (١) أو ثم منصور ، أو جاء الأميرُ حتى الجُند ، لأنّ هذه الأحرف الثلاثة مشتركة في تفصيل المسند ، إلا أنّ (الأول) يفيد الترتيب مع التعقيب (والثاني) يفيد الترتيب مع التراخي و (الثالث) يفيد ترتيب أجزاء ما قبله ، ذاهباً من الأقوى إلى الأضعف ، أو بالعكس نحو مات الناس حتّى الأنبياء.
(٣) ولردّ السامع إلى الصواب مع الاختصار ، نحو جاء نصر ، لا منصور.
(٤) ولصرف الحكم إلى آخر ، نحو ما جاء منصور ، بل نصر.
(٥) وللشكّ من المتُكلم أو التَّشكيك للسّامع ، أو للابهام نحو قوله تعالى : (وإنا أو
إياكم لعلى هُدىً أو في ضلالٍ مُبين).
(٦) وللاباحة : أو التّخيير.
مثال الأول : تعلّم نحواً أو صرفاً. أو نحو : تعلّم إمَّا صرفاً وإمّا نحواً.
ومثال الثاني : تزوج هنداً أو أختها أو نحو : تزوج إمَّا هنداً وإمَّا أختها.
__________________
(١) قد تجىء الفاء للتعقيب في الذكر : دون الزمان ، إما مع ترتيب ذكر الثاني على الأول : كما في تفصيل الاجمال في قوله تعالى : «ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي» ونحو قوله تعالى : «ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين» وإما بدون ترتيب : وذلك عند تكرير اللفظ الأول نحو : بالله ، فبالله وقد تجىء ثم للتراخي في الذكر : دون الزمان إما مع الترتيب المذكور نحو :
ان من ساد ثم ساد أبوه |
|
ثم ساد قبل ذلك جده |
ونحو :
هو الكلب وابن الكلب والكلب جده |
|
ولا خير في كلب تناسل من كلب |
فان الغرض ترتيب درجات حال الممدوح في البيت الأول ، فابتدأ بسيادته ، ثم بسيادة أبيه ، ثم بسيادة جده ، وإما بدون ترتيب ، نحو : (وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين) ، ولاستبعاد مضمون جملة عن مضمون جملة أخرى ، نحو : (ثم انشأناه خلقا آخر) فنزلوا الترتيب في هذه الأمور منزلة الترتيب الزماني ، المستفاد منها باصل الوضع ، وإذا يكون استعمالها في هذه الأمور مجازاً.