المبحث الخامس في التقييد بلبدل
أما البدل : فيؤتى به للمقاصد والإعراض التي يدل عليها.
وكون لزيادة التقرير والإيضاح ، لان البدل مقصود بالحكم بعد إيهام نحو : حضر ابني علي ، في بدل الكل.
ونحو : سافر الجند أغلبه ، في بدل البعض ، ونحو : نفعني الأتساذ علمه ، في بدل الاشتمال. ونحو : وجهك بدر شمس ، في بدل الغلط (١). وذلك : بإفادة المبالغة التي يقتضيها الحال.
التبحث السادس في التقيييد بضمير الفصل
يؤتى بضمير الفصل : لإغراض كثيرة ، منها :
(١) التخصيص ، نحو : (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده).
(٢) وتأكيد التخصيص إذا كان في التركيب مخصص آخر. كقوله تعالى : (إن الله هو التواب الرحيم).
(٣) وتمييز الخبر عن الصغة ، نحو : العالم هو العامل بعلمه.
المبحث السابع في التقييد بالنواسخ
التقييد بها : يكون للأغراض التي تؤديها معاني ألفاظ النواسخ كالاستمرار أو لحكاية الحال الماضية في كان (٢). وكالتوقيت بزمن معين : في ظل ، وبات ، وأصبح ، وأمسى ، وأضحى. وكالتوقيت بحالة معينة : في مادام. كالمقاربة : في كاد ، وكرب ، وأوشك. وكالتأكيد : في إن وإنَّ ، وكالتشبيه : في كأنَّ. وكالاستداراك : في لكنَّ ، وكالرجاء : في لعل. وكالتمني : في ليتن كاليقين : في وجد ، وألقى ، ودرى ، وعلم. وكالظن : في خال ، وزعم ، وحسب ، وكالتحول : في اتخذ ، وجعل ، وصيّر.
__________________
(١) لكن الحق الذي عليه الجمهور : أن بدل الغلط لا يقع في كلام البلغاء.
(٢) فالجملة تنعقد من الاسم والخبر ، أو من المفعولين للذين أصلهما مبتدأ وخبر ويكون الناسخ قيداً ، فإذا قلت : رايت الله أكبر كل شيء ، فمعناه (الله أكبر كل شيء) على وجه العلم واليقين ، وهكذا.