فتُستعمل لو في المضارع لدواعٍ اقتضاها المقامُ ، وذلك :
أ ـ كالاشارة إلى أن المضارع الذي دخلت عليه يقصد استمرارهُ فيما مضى : وقتاً بعد وقت ، وحصوله مرة بعد أخرى.
كقوله تعالى : (لو يُطيعكم في كثيرٍ من الأمرِ لعنتُّم) (١).
ب ـ وكتنزيل المضارع منزلة الماضي لصدوره عمّن المُستقبلُ عنده في تحقق الوقوعِ ، ولا تخلّف في أخباره : كقوله تعالى (ولو تَرَى إذِ المجرمُونَ ناكسُوا رُؤسهم عندَ ربِّهم) (٢).
المبحث التاسع
في التقييد بالنفي
التقييد بالنفي : يكون لسلب النسبة على وجه مخصوص ، ممّا تفيده أحرف النفي السبعة وهي : لا ، وما ، ولات ، وإن ، ولن ، ولم ، ولمّا.
(فلا) للنفي مطلقاً و (مَا ، وإن ، ولاَتَ) لنفي الحال ، إن دخلت على المضارع و (لن) لنفي الاستقبال و (لم ولما) لنفي المُضيّ الا أنه (بلمّا) ينسحبُ إلى ما بعد زمن التكلم : ويختصّ بالمتوقّع وعلى هذا : فلا يقال ما يقم خليلٌ ثم قام ، ولا : لمّا يجتمع النقيضان ، كما يقال لم يقم عليٌّ ثم قام ولم يجتمع الضدان ، فلمّا في النفي تقابل (قد) في الاثبات ، وحينئذ يكون منفيُّها قريباً من الحال ، فلا يصح لمّا يجيءُ خليل في العام الماضي.
__________________
(١) أي امتنع عنتكم ، أي وقوعكم في جهد وهلاك بسبب امتناع استمراره فيما مضى على اطاعتكم.
(٢) نزل وقوفهم على النار في يوم القيامة منزلة الماضي : فاستعمل فيه (إذ) ولفظ الماضي وحينئذ فكان الظاهر أن يقال (ولو رأيت) بلفظ الماضي لكن عدل عنه إلى المضارع تنزيلا للمستقبل الصادر عمن لا خلاف في خبره ، منزلة الماضي الذي علم وتحقق معناه ، كأنه قيل : قد انقضى هذا الأمر وما رأيته ، ولو رأيته لرأيت أمرا فظيعا.